اختلاف النحاة حول حقيقة "لات" وعملها

الملخص

يتناول هذا البحث دراسة نحوية تحليلية حول الخلاف بين النحاة في حقيقة الحرف (لات) وعمله، وهو أحد الحروف التي وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ [ص: 3].

يهدف البحث إلى بيان أصل هذا الحرف، ومعناه اللغوي، وآراء العلماء في تركيبه ووظيفته الإعرابية، إضافةً إلى توضيح القضايا النحوية المتعلقة به من حيث عمله في الجمل، وحالات إهماله أو إعماله، وارتباطه بظروف الزمان مثل (حين، ساعة، أوان، هنّا).

اعتمدت الباحثة على المنهج الاستقرائي والتحليلي المقارن من خلال تتبع مواضع ذكر (لات) في كتب النحو واللغة والتفسير، مثل آراء سيبويه، الخليل، الزمخشري، ابن مالك، ابن هشام، والرضي، وغيرهم من الأئمة النحاة.

خلص البحث إلى أن كلمة (لات) قد اختلف النحاة حولها في أربعة اتجاهات رئيسية:

1. أنها كلمتان: (لا) النافية أضيفت إليها التاء لتأنيث اللفظ أو لتوكيد النفي (وهو رأي الجمهور).

2. أنها حرف مستقل لا علاقة له بـ (لا) أو (ليس).

3. أنها كلمة واحدة فعل ماضٍ أصلها من الفعل (لات يليت).

4. أنها كلمة وبعض كلمة، والتاء فيها زائدة على بعض الظروف مثل (حين، الآن، أوان).

كما خلصت الدراسة إلى أن أقرب المذاهب إلى الصواب هو مذهب الجمهور القائل بأن (لات) تعمل عمل (ليس)، أي أنها ترفع الاسم وتنصب الخبر بشرط أن يكونا من أسماء الزمان، كقولهم: ولاتَ حينَ مناصٍ.

وبيّنت الباحثة أن لـ (لات) أحكامًا خاصة، منها: وقوع "هنّا" بعدها، وجواز إضافتها إلى الظروف، ولزوم حذف أحد معموليها في الغالب، إضافة إلى الخلاف في إعمالها أو إهمالها بحسب السياق.