التهديدات الإيرانية وتأثيرها على الأمن القومي السعودي "دراسة تحليلية للنزاع في اليمن خلال الفترة من 2011 إلى 2014"
الكلمات المفتاحية:
التهديدات الإيرانيةالملخص
تشكل التوترات في العلاقة، بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، قضية بالغة الأهمية من قضايا الشرق الأوسط، كونه يتعلق بالأمن القومي السعودي الحيوي جداً بالنسبة للاقتصاد العربي والإقليمي والدولي.
وما من شك في أن الاختلاف الإيديولوجي بين البلدين، وصراعهما المتزايد حول النفوذ والمصالح في المنطقة؛ هو ما غذى هذه التوترات؛ ففي حين تسعى إيران الإسلامية إلى مد أذرعها ونفوذها، من خلال دعم التشيع السياسي، فإن السعودية، بما تمثله من مكانة دينية بحراستها للأماكن المقدسة، ترى أن لحماية المصالح السنية، ومواجهة التوسع الإيراني، أولوية قصوى.
فمن بين الملفات الشرق أوسطية المشتعلة، استغلت إيران الاضطرابات السياسية والأمنية في اليمن، الجار الجنوبي للسعودية، وقدمت للحوثيين دعماً عسكرياً ومالياً وسياسياً كبيراً، مما تسبب في زيادة حدة العنف والصراع في البلاد، وتمكين جماعة الحوثي من السيطرة على العاصمة صنعاء ومناطق يمنية أخرى، وقيامهم بمهاجمة مدن السعودية ومنشآتها النفطية بالطائرات المسيرة والصواريخ بشكل متكرر.
كل ذلك أثار بواعث القلق لدى القادة السعوديين، نظراً لتداعياته الخطيرة على الأمن القومي للمملكة؛ إذ بات من الواضح أن ضرب المصالح السعودية وإلحاق أبلغ الضرر بأمنها، هو غاية إيران من وراء هذه الهجمات، في سياق خطتها الأشمل لتوسيع نفوذها بالمنطقة.
إن الدعم المباشر وغير المباشر الذي تقدمه إيران للحوثيين في اليمن، يتسبب في تصاعد التوترات وزعزعة الاستقرار الإقليمي بالمنطقة، ويمثل أبرز صور التهديد الإيراني للأمن القومي السعودي، ومن هنا؛ فإن هذه الدراسة تساعد على فهم هذا التهديد، من خلال تحليل العوامل السياسية والاقتصادية والعسكرية والإيديولوجية الكامنة وراءه.