الاتحاد الأوروبي: وانعكاساته الاقتصادية على الوطن العربي منذ تأسيسه وحتى عام 2008م.
الاتحاد الأوروبي: وانعكاساته الاقتصادية على الوطن العربي منذ تأسيسه
الكلمات المفتاحية:
الاتحاد الأوروبي، التكتلات الاقتصادية، الشراكة الأورومتوسطية، التنمية الاقتصادية، العلاقات العربية الأوروبية، العولمة، التكامل الإقليميالملخص
يهدف هذا البحث إلى دراسة الاتحاد الأوروبي وانعكاساته الاقتصادية على الوطن العربي منذ تأسيسه وحتى عام 2008م، وذلك من خلال تحليل مسار نشأته وتطوره التاريخي، وتحديد مكوناته وأهدافه، والسياسات الاقتصادية التي انتهجها تجاه الدول العربية.
تناول البحث المراحل التي مرّ بها الاتحاد الأوروبي ابتداءً من الجماعة الأوروبية للفحم والصلب عام 1951، وصولاً إلى اتفاقية ماستريخت عام 1992، التي أرست أسس الاتحاد الأوروبي بصورته الحديثة. كما تم التركيز على المقومات الاقتصادية والسياسية والجغرافية والتاريخية التي ساهمت في قيام الاتحاد وتوسعه، ودوره في بناء تكتل اقتصادي متكامل يمتلك وزناً مؤثراً في النظام الدولي.
اعتمد الباحثان على المنهج الوصفي التحليلي والمقارن لتحليل السياسات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي تجاه الدول العربية، وخاصة اتفاقيات الشراكة الأورومتوسطية التي أُطلقت في مسار برشلونة عام 1995، والتي هدفت إلى إقامة منطقة للتبادل الحر وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي.
أظهرت الدراسة أن الاتحاد الأوروبي استطاع تحقيق نجاح اقتصادي كبير داخل حدوده، لكنه لم يتمكن من تحقيق شراكة متوازنة مع الدول العربية؛ إذ ظل الميزان التجاري يميل لصالحه، بينما بقيت المكاسب العربية محدودة. كما بينت النتائج أن الاتحاد الأوروبي يوظّف علاقاته الاقتصادية كأداة نفوذ سياسي واستراتيجي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال دعم الإصلاحات الاقتصادية والتقنية وفق رؤيته الخاصة.
وانتهت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أهمها: ضرورة الاستفادة العربية من التجربة الأوروبية في التكامل الاقتصادي ، العمل على تأسيس فضاء اقتصادي عربي موحد يوازي الفضاء الأوروبي ، تطوير القطاع الخاص والبنية الإنتاجية لمواجهة التحديات العالمية ، تعزيز الشراكات المتوازنة التي تراعي المصالح المشتركة وتدعم التنمية المستدامة في الوطن العربي.

