تكامل الأدوار التربوية والإدارية كمدخل لتحقيق التعليم المستدام في المدارس الليبية حالة قطاع التعليم بزليتن
تكامل الأدوار التربوية والإدارية كمدخل لتحقيق التعليم المستدام في المدارس الليبية
الكلمات المفتاحية:
تكامل الأدوار، قطاع التربية والتعليم، قطاع التفتيش والتوجيه التربوي، وقطاع التدريب وتطوير التعليم، بلدية زليتن، التعليم المستدام، المدارس الليبيةالملخص
إن تكامل الأدوار التربوية والإدارية لا يُعد خياراً، بل ضرورة لتحقيق تعليم ذي جودة وشمول واستدامة، خاصة في الميادين التي تعاني من تحديات تنموية وبنيوية كما هو الحال في بعض المدن الليبية ومنها زليتن. وبالتالي، فإن دراستها والوقوف على واقعها وأثرها يُعد من الأولويات البحثية الضرورية لتطوير السياسات التربوية وتحسين الأداء المدرسي.
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل واقع تكامل الأدوار التربوية والإدارية ودوره في تحقيق التعليم المستدام في مدارس زليتن، باستخدام منهج وصفي تحليلي. تكونت الاستبانة من (26) فقرة موزعة على ثلاثة محاور، فالمحور الأول وهو المتغير المستقل (تكامل الأدوار التربوية والإدارية)، والمحور التابع (تحقيق التعليم المستدام)، أما المحور الثالث يتعلق بالـ (التحديات التي تواجه تكامل الأدوار التربوية والإدارية لتحقيق التعليم المستدام).
من شملت العينة 145 فرداً من المعلمين والإداريين بقطاعات التعليم الثانوي، الأساسي، ورياض الأطفال. تم جمع البيانات عبر استبيان بمقياس ليكرت الخماسي، وتم تحليلها إحصائياً باستخدام المتوسطات الحسابية، اختبار (ت)، ومعامل ارتباط بيرسون.
أظهرت النتائج أن مستوى التكامل بين الأدوار التربوية والإدارية في مدارس بلدية زليتن منخفض، مما يعيق تحقيق أهداف التعليم المستدام، وبينت وجود فجوة بين الواقع والمأمول في تطبيق مبادئ التعليم المستدام، مما يستدعي اتخاذ إجراءات تصحيحية لتعزيز هذا الجانب في البيئة التعليمية ، وتم تحديد عدة تحديات تؤثر سلباً على التكامل، أبرزها ضعف التنسيق بين الجهات التربوية والإدارية المختلفة (مراقبة تعليم زليتن، مكتب التفتيش والتوجيه التربوية، مكتب التدريب وتطوير التعليم زليتن، بلدية زليتن)، قلة الموارد المالية والبشرية، وعدم استقرار السياسات التعليمية وأشارت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط موجبة ذات دلالة إحصائية بين مستوى التكامل بين الأدوار التربوية والإدارية وتحقيق التعليم المستدام، مما يعني أن تحسين التكامل يمكن أن يسهم في تعزيز التعليم المستدام، وكشفت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى التكامل تعزى للجهة التابع لها المشاركون، حيث سجلت "مراقبة التربية والتعليم" أعلى مستوى من التكامل مقارنة بالجهات الأخرى.
وأوصت الدراسة بضرورة تبني نموذج مؤسسي متكامل يعزز الشراكة بين الجهات المعنية، مع التركيز على التخطيط الاستراتيجي وتوفير الموارد لضمان تعليم مستدام وفعّال.
