دور التعليم الإلكتروني في تطوير التعليم بدولة ليبيا بين مقومات التجسيد ومعوقات التطبيق

الملخص

لقد بادرت العديد من دول العالم الى تطبيق نظام التعليم الالكتروني جنبا الى جنب مع النظام التقليدي، وذلك لإدخال التكنولوجيا والاستفادة منها في جميع مرافق الدولة بما فيها قطاع التعليم، من اجل الرقي بمخرجات مؤسسات التعليم، حيث كان هذا التوجه قبل ظهور جائحة كورونا، ولكن وبعد تفشي هذه الجائحة، ونظرا لما صاحبها من فرض حضر شامل في كل دول العالم لاحتواء المرض، كان من الضروري التوجه الى الخطط البديلة وذلك لاستكمال المسيرة التعليمية، حيث لم تجد بعض الدول المتقدمة والتي قطعت شوطا كبيرا في تطبيق نظام التعليم الالكتروني صعوبات عند التنفيذ، نظرا لوجود هذا النظام مسبقاً بالإضافة الى توفر الوعي لدى كل من الطالب والأستاذ.

غير ان بعض الدول ومنها دولة ليبيا على سبيل الحصر، وجدت نفسها في مواجهة العديد من المشاكل عند محاولتها تطبيق نظام التعليم الالكتروني او ما يسمى بالتعليم عن بعد، حيث واجهت اغلب مؤسسات التعليم مشاكل منها عدم تقبل الطلبة لهذه الفكرة، بالإضافة الى مشاكل في البنية التحتية اثرت على خدمات الانترنت، مع المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد، الامر الذي دعانا الى القيام بهذه الدراسة وذلك لتوضيح الحاجة الى التعليم الالكتروني، بالإضافة الى استكشاف اهم المتطلبات اللازمة للتطبيق وكذلك المعوقات الرئيسية التي تحول دون تطبيق التعليم الالكتروني في ليبيا.

عليه فقد تم اختيار فئة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي لما يتوفر لديهم من الوعي الكافي، وتم انشاء استبيان شمل الفئات المذكورة وتوزيعه ورقيا ًوالكترونياً وذلك لحصر آراءهم ومعرفة اهم المعوقات التي تحول دون تطبيق نظام التعليم الالكتروني.

وخلصت نتائج الاستبيان الى ان غالبية الطلبة واعضاء هيئة التدريس لا يمانعون من تطبيق هذا النظام، ولكن بشرط ان يتم تطبيق النظامين التقليدي والالكتروني في آن واحد، لكي يتم تحقيق الفائدة القصوى والمرجوة وهي رفع كفاءة التعليم، لا سيما في أوقات وقوع الكوارث، بالإضافة الى توفير كافة الادوات التي تساهم في تطبيق نظام التعليم الالكتروني من صيانة للبنية التحتية وتوفير خدمات انترنت في متناول الجميع.